العمل عن بعد: تحديات وفرص

 لقد شهد سوق العمل تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث أصبح العمل عن بُعد أسلوباً شائعاً يتبعه العديد من الشركات والأفراد. على الرغم من الفوائد المتعددة لهذا النهج مثل زيادة الوصول إلى المواهب وزيادة الإنتاجية، إلا أنه يُواجِه تحديات قد تؤثر سلباً على النتائج المرجوة، وهذه التحديات لم تُنظر فيها بالشكل الكافي من قبل.

ماهي تحديات العمل عن بعد؟ وكيف تتعامل معها :

رغم أن الموظفين الذين يعملون عن بُعد قد يكونون أكثر إنتاجية، إلا أنهم يواجهون غالبًا ساعات عمل طويلة وضغوطًا متزايدة، مما يزيد من مشاعر التوتر والقلق. لذا، من الضروري أن يكون الموظفون على علم بأبرز التحديات التي قد يواجهونها أثناء العمل عن بُعد، ويتعلمون كيفية التعامل معها بفعالية والتغلب عليها.

أولاً التنظيم وإدارة الوقت :

لعمل عن بُعد من المنزل يمكن أن يُشعر بالتحديات، حيث يكون هناك العديد من مصادر التشتيت والراحة التي قد تؤثر على التركيز والإنتاجية. يتطلب تحفيز النفس للعمل تنظيمًا جيدًا للوقت، وإدارة مهامك بفعالية. يُفيد تحديد الأولويات وتتبع الوقت استغلال طاقتك بشكل صحيح. أداة أنا من حسوب توفر مساعدة ممتازة في جدولة المهام وتتبع سير العمل، بالإضافة إلى تسهيل التواصل مع الفريق وتحديث حالة المشاريع. من المهم أيضًا خلق بيئة عمل مناسبة في المنزل تسمح بالتركيز، والابتعاد عن التشتت، بالإضافة إلى تجنب التلهي الإلكتروني بالاعتماد على أدوات تقييد الوصول للتطبيقات غير المناسبة. تذكر دائمًا قيمة الوقت وحافظ على احترامك لجهدك، فهذا يساعد كثيرًا في إدارته بفعالية.

ثانياً الأفراط في العمل :

فصل العمل عن الحياة الشخصية يُعتبر تحديًا صعبًا خاصة عندما يتم العمل والعيش تحت سقف واحد، مما يجعل من السهل الانغماس في العمل حتى ساعات متأخرة من الليل. يمكن أن يؤدي هذا النمط الدائم للعمل إلى الاحتراق المهني، مما يؤثر سلبًا على الأداء. للتغلب على هذا التحدي، يجب عليك تحديد ساعات محددة للعمل والالتزام بها، وإنشاء حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية، ووضع جدول زمني لأنشطتك اليومية يتضمن فترات استراحة، وتشجيع الحد من الاتصال بالعمل بعد ساعات العمل، والبحث عن الدعم من الأصدقاء والعائلة للمساعدة في الحفاظ على التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.

• - ترتيب الأولويات: حدد نشاطًا محددًا للقيام به بعد الدوام، مثل الذهاب إلى صالة الرياضة أو التسوق، أو تحديد موعد مع صديق للقاء.
• 
  
• - تنبيهات الراحة: ضع تنبيهات لتذكيرك بأخذ فترات راحة خلال ساعات العمل، لتجديد طاقتك وتحفيزك للمواظبة.
• 
  
• - الوضوح مع الفريق: توضح لفريق العمل انتهاء ساعات العمل الخاصة بك، لتجنب التواصل المهني خلال وقتك الشخصي.
• 
  
• - تفادي العمل في وقت الراحة: حاول عدم قضاء وقتك الشخصي في مساحة العمل، لتفادي الجلوس على المكتب بعد الدوام.
• 
  
• - إيقاف الإشعارات: قم بإيقاف جميع الإشعارات المتعلقة بالعمل من جميع التطبيقات، لتقليل الانحراف والتشتيت.
• 
  
• - تعزيز العلاقات الأسرية: قم بتقوية علاقتك بأفراد عائلتك، وخصص وقتًا للقاءهم والاستمتاع بالوقت معهم بعد الدوام.

ثالثاً المعوقات التقنية :

تميزت مكاتب العمل في الشركات بتوفير تقنيات متقدمة وموثوقة لتجنب المشكلات التقنية أثناء العمل. ومع الاعتماد على العمل عن بُعد، يواجه الموظفون تحديات تقنية، مثل مشاكل الإنترنت وتعطل الأجهزة، التي يمكن أن تؤثر على أداء المهام الوظيفية.

لتجنب هذه المعوقات، يجب التأكد من توفر جودة الإنترنت من مزود موثوق به. ولكن الأهم من ذلك، يجب وجود خطة احتياطية دائمة للتعامل مع حالات الطوارئ التقنية، مثل استخدام شبكة الهاتف Hotspot في حال انقطاع الإنترنت المنزلي، أو العمل على أجهزة محمولة أخرى في انتظار إصلاح الأجهزة الرئيسية.

باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن للموظفين تجنب تأثير المشكلات التقنية على أدائهم الوظيفي أثناء العمل عن بُعد.

رابعاً الشعور بالوحدة :

بالطبع، الإنسان بطبيعته اجتماعي، ورغم أن العمل عن بعد قد يوفر هدوءًا وتركيزًا في بداية الرحلة، فإن الانغماس المستمر في العمل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في التفاعل الاجتماعي وشعور بالوحدة، مما يؤثر على الصحة النفسية والمسيرة المهنية.

لتجنب هذه المشكلة، من الضروري التعامل معها على الفور وتطبيق حلول لمكافحة العزلة والوحدة. يمكنك تخصيص وقت من يومك للتواصل مع الآخرين والخروج مع الأصدقاء، وأيضًا تغيير بيئة العمل من حين لآخر لتنويع التجربة وتعزيز التفاعل الاجتماعي.

خامساً أختلاف التوقيت الزمني :

فرق العمل عن بُعد غالبًا ما يتوزعون على مناطق جغرافية مختلفة، مما يخلق اختلافًا في التوقيت بين أفراد الفريق، مما يعيق التواصل المستمر خلال ساعات العمل ويسبب تأخيرًا في بعض المهام عند الحاجة إلى الاستفسارات.

للتغلب على هذه المعضلة، يجب استغلال الاجتماعات بين الفريق وترك الملاحظات والاستفسارات بشكل منتظم، بالإضافة إلى التواصل مع أعضاء الفريق للتنسيق بشأن مواعيد مناسبة للمناقشات وتحديثات المشاريع المشتركة.

إذا كانت الشركة تفرض ساعات عمل محددة متزامنة مع التوقيت المحلي، يمكن تجاوز هذا التحدي من خلال تنظيم يومك بناءً على ذلك وجدولة الأمور بشكل منظم. كما يُنصح بالتواصل مع الفريق للتنسيق بشأن الاجتماعات والمهام المحددة، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على توازن بين العمل والحياة الشخصية.

سادساً الألتزام بالعادات الصحية :

العادات الصحية لها أهمية كبيرة في الحفاظ على الصحة والعمل الفعّال، بغض النظر عن مكان العمل. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي العمل من المنزل إلى الكسل والخمول، والاقتصار على المكتب وغرفة النوم، مما يؤثر على الصحة العامة.

لذا، يجب الاهتمام بالحفاظ على العادات الصحية خلال اليوم العمل. يُنصح بتناول وجبات صحية خلال فترات الراحة بدلاً من الاعتماد على الوجبات السريعة، والاحتفاظ بالفواكه والخضروات بالقرب منك لتناولها بين الوجبات. كما يُنصح بالخروج للتنزه أو ممارسة التمارين الرياضية بعد الانتهاء من العمل للتعويض عن ساعات الجلوس الطويلة.

الاهتمام بالصحة والعادات الصحية يساهم في زيادة الإنتاجية والتركيز خلال العمل، ويساعد على الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية.

سابعاً ضعف الترابط الاجتماعي بين أعضاء الفريق :

من المعروف أن التواصل وجهًا لوجه بين أفراد الفريق يعزز التواصل ويسهم في تقوية الروح الجماعية والإنتاجية في بيئة العمل. ومع التحول إلى العمل عن بعد، يمكن أن يكون التواصل الشخصي تحديًا، ولكن يمكن التغلب عليه من خلال الخطوات التالية:

• استخدام التقنية:الاعتماد على وسائل الاتصال التقنية مثل الفيديو لجعل التواصل أكثر وضوحًا وفعالية.
• 
  
• الاجتماعات الافتراضية: تنظيم اجتماعات افتراضية منتظمة للتواصل المباشر ومناقشة المشاريع وتبادل الأفكار.
• 
  
• المحادثات الغير رسمية: خلق بيئة مريحة للمحادثات غير الرسمية خلال الاجتماعات الافتراضية أو عبر منصات الدردشة.
• 
  
• التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي: استخدام منصات التواصل الاجتماعي الداخلية للشركة لتبادل الأفكار والتحديثات بشكل يومي.
• 
  
• التواصل الشخصي:تبادل المعلومات الشخصية مع الزملاء مثل الهوايات والاهتمامات لتعزيز الروابط الشخصية وبناء الثقة.

باتباع هذه الإرشادات، يمكن تحسين التواصل بين أفراد الفريق عن بُعد وتعزيز التعاون والروح الجماعية في بيئة العمل الافتراضية.

ثامناً المحاولات المستدامة للبقاء متحفزاً :

تحافظ المحاولة الدائمة للبقاء متحفزًا على العمل على قمة قائمة تحديات العمل عن بُعد، حيث تلعب دورًا هامًا في ضمان الإنتاجية المستدامة. يمكن أن يكون العمل من المنزل، بعيدًا عن جو العمل الديناميكي والتفاعل مع الزملاء، تحديًا يوميًا، مما يزيد من حجم المهام المهنية بشكل نفسي، ويجعلها تبدو أكثر تعقيدًا، مما يتطلب منك بذل جهود إضافية لإتمامها.

تجنب التقصير في العمل والتأخير في التسليم يتطلب اتخاذ خطوات للحفاظ على الحافز اليومي، ومن هذه الخطوات:

• تحديد الأهداف اليومية: حدد أهدافك اليومية وقم بتقسيمها إلى مهام صغيرة قابلة للتحقيق، مما يساعدك على الحفاظ على التركيز والانجاز.
• إنشاء جدول زمني:قم بتخصيص وقت محدد لأداء كل مهمة، واعمل بانتظام وفقًا للجدول لتحقيق التقدم وتجنب التأخير.
• تحفيز النفس:استخدم تقنيات التحفيز مثل مكافآت صغيرة عند اكتمال المهام أو إنشاء بيئة عمل ملهمة تساعدك على البقاء متحفزًا.
• اخذ فترات راحة: احرص على أخذ فترات راحة منتظمة لتجديد طاقتك وتجنب الإرهاق الناتج عن العمل المستمر.
• التواصل مع الزملاء:حافظ على التواصل مع زملائك وشاركهم التحديات والإنجازات لتعزيز الروح المعنوية وتبادل الدعم المتبادل.

واجب مديرون الشركات تجاه موظفين العمل عن بعد :

يمكن لإدارة الشركات المساهمة في التخفيف من تحديات العمل عن بعد التي يواجهها الموظفون، من خلال اتخاذ بعض الإجراءات والسياسات التي لا تتطلب تكاليف كبيرة وتهدف إلى دعمهم وتعزيز التواصل بينهم. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز أداء الموظفين وزيادة إنتاجيتهم.

تشمل هذه الإجراءات عدة خطوات لتحسين بيئة العمل وحفز الفريق، مثل تعزيز ثقة الموظفين بالثناء المعنوي وتقديم المكافآت المادية المناسبة. كما يمكن تنظيم اجتماعات دورية لتعزيز الروح الجماعية والتواصل بين أفراد الفريق، بالإضافة إلى توفير الظروف الملائمة للعمل عن بعد بكفاءة دون التأثير على حياة الموظفين الشخصية.

وفي النهاية، يجب أن لا يُعتبر تحديات العمل عن بُعد عائقًا للنجاح أو سببًا للاستسلام، بل فرصة للتطور وتطوير المهارات الشخصية والمهنية. يمكن للموظفين التواصل مع إدارتهم أو زملائهم لمناقشة التحديات التي يواجهونها والعمل معًا على إيجاد الحلول المناسبة. ولا تنسَ أبدًا أنه بالشجاعة والإصرار يمكن التغلب على أي تحديات تواجهك في مسيرتك المهنية.

FAQ?

ما هي أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها الموظفون أثناء العمل عن بعد؟

يواجه الموظفون التحدي في البقاء متحفزين للعمل بشكل مستمر، خاصة عند العمل في بيئة خالية من الإشراف المباشر والتحفيز الاجتماعي.

كيف يمكن لإدارة الشركات دعم الموظفين في التخفيف من تحديات العمل عن بعد؟

يمكن لإدارة الشركات دعم الموظفين عن طريق توفير بيئة عمل مرنة وداعمة، وتعزيز التواصل الفعال وتقديم المكافآت المناسبة لتحفيزهم.

ما هو التحدي الصحي الشائع الذي يمكن أن يواجه الموظفون أثناء العمل عن بعد؟

يمكن أن يواجه الموظفون تحديات صحية مثل الجلوس المطول ونقص التمارين البدنية، مما يؤثر على صحتهم العامة.

كيف يمكن للموظفين التغلب على التحديات الصحية أثناء العمل عن بعد؟

يمكن للموظفين التغلب على التحديات الصحية من خلال تخصيص وقت لممارسة التمارين الرياضية والتغذية الصحية والقيام بتمارين الاسترخاء.

كيف يمكن للموظفين الحفاظ على التواصل مع زملائهم أثناء العمل عن بعد؟

يمكن للموظفين الحفاظ على التواصل من خلال استخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل البريد الإلكتروني وتطبيقات المحادثة الفورية والاجتماعات عبر الفيديو.

المصدر:
بعييد

Go to Link